السبت، 6 أغسطس 2011

التميـــــــــمة

جلست و أنظارها شاردة ، تبدو من بعيد و كأنها تعانق ذوبان الشمس في أمواج البحر ، أهدابها الطويلة تلمع في وهج الغروب ،حقيقة لم تكن أهدابها تلك التي تلمع بل قطرات الدموع التي بللتها ...
تأخذها ذكرياتها بعيدا ، يوم قصت عليه ملخصا للكتاب الذي قرأته ، لذلك الكاتب الكبير ، كتاب يدعى التميمة ، قالت له أن للتميمة قصة طويلة ، و تفضل أن يقرأ الكتاب بنفسه ، ثم همست له ، "و عندما تقرأه ، اعلم أنك لي مثل التميمة ، تحميني دون أن تؤذيني ،و لا يمكن أن أشعر في وجودها إلا بالأمان ! ، ترتسم على شفتيها بسمة و دمعة أخرى تترقرق ثم تنسحب من المشهد لتنزلق عبر وجنتها ...
فكرت ، التميمة تحمي حاملها ، لكن الإيمان يحميه أفضل !
إنه لم يكن ليحمها يوما ، لكن إيمانها بأنه يستطيع هو ما حماها ، و إيمانها بأن يمكنها الحياة دون حمايته هو ما سمح باستمرارها !
تتذكر نهاية القصة عندما تخلت صاحبة التميمة عنها ، مؤمنة أنها تستطيع الحياة في أمان دونها !
تتذكر كيف ماتت كل الصلات بينهما و ما تبقى لها من شيء سوى الإيمان ...
تنحدر دمعة أخرى
تودعها إلى غير رجعة بأن أسدلت أهدابها في سكون ، تماما كما ودعته من قبل !



أسماء خيري

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

تحففففففففففففففففففففففففة